إسهامات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الأمن الفكري

((إسهامات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الأمن الفكري ))

عرض / محمد بن ابراهيم السبر

أصدرت الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تقريرها الأول لإسهاماتها في تحقيق الأمن الفكري 1439هـ/2018م. وهو من إعداد وحدة الأمن الفكري بالرئاسة ويأتي هذا الإصدار في حلة قشيبة في 92 صفحةً، حيث جاء مستعرضاً لإسهامات الجهاز في هذا الجانب المهم ضمن (14) قسماً مدعمة بالأرقام والصور والرسوم البيانية والإحصائيات الدقيقة.

والتقرير يبين عن حرص الرئاسة على أن تكون أعمالها وإسهامها في تحقيق الأمن الفكري من خلال عمل مؤسسي وخطط عملية تتواكب مع رؤية المملكة الطموحة 2030 التي تؤكد على ضرورة الالتزام بالمنهج الشرعي القائم على الوسطية والاعتدال وتعزيز الانتماء للوطن.

بدأ التقرير بإيراد مقولات تاريخية وخالدة للمؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل رحمه الله وغفر له ولخادم الحرمين الشريفين – أيده الله -وسمو ولي عهده الأمين -رعاه الله -وسمو وزير الداخلية -سلمه الله- للتأكيد على قيام المملكة العربية السعودية على الدين الإسلامي وأن دستورها القرآن الكريم وأن سياستها نشر المحبة والسلام والتعاون البناء فيما يخدم الإنسان في كل مكان وبيان دورها الريادي في محاربة الغلو والتطرف ، ثم مقدمة لمعالي الرئيس العام أ .د عبدالرحمن بن عبدالله السند بين فيها ما شرف الله به قادة هذه البلاد منذ عهد الملك المؤسس من حمل رسالة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حيث أنشأ جهازاً يُعنى بهذه الشعيرة العظيمة ويؤدي مهامه وواجباته المناطة به في خدمة الدين والوطن ، ولعل من أبرز تلك المهام ما يتعلق بجانب الأمن الفكري فمن أعظم ما يُؤمر به بعد توحيد الله تعالى لزوم الجماعة والسمع والطاعة لولاة الأمر ومن أعظم ما يُنهى عنه بعد النهي عن الشرك الغلو التطرف وشق عصا الطاعة والتحذير من دعاة الفتنة والفرقة مختتما بالدعاء لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده على ما تلقاه الرئاسة ومنسوبوها من رعاية دعم ومؤازرة.

واشتمل القسم الأول على تمهيد تضمن الرؤية والرسالة والقيم والأهداف.

كما طرز القسم الثاني بكلمات ملوك المملكة الأماجد في جانب الأمن الفكري،

وفي القسم الثالث بيان لإسهام الهيئة من خلال الوسائل الدعوية التي بلغ مجموعها 462.360 ما بين دورة تدريبة وورش عمل ومنصات توعوية، كما كان لجنودنا البواسل نصيب من الاهتمام فكانت الرسائل الموجهة لهم1400 رسالة، تلتها أقسام (4 ، 5 ، 6) مبرزة البرامج التدريبية والمحاضرات العلمية والجلسات الحوارية المتعلقة بالأمن الفكري .

والقسم السابع يلفت الانتباه إلى البرامج المنفذة في الخطة الإعلامية الطارئة لمواجهة الدعاية الموجهة للشباب السعودي من قبل تنظيم (داعش) والجهات المتطرفة الأخرى والتي تبلورت في برنامج حصانة لعدد (91) من منسوبي الجهاز في كلية نايف للأمن الوطني وأكاديمية تركي الفيصل وبرنامج مكافحة الإرهاب في معهد الدراسات الدبلوماسية بواقع (23) دورة ، و (538) مستفيداً من منسوبي الهيئة.

كما تضمن تفعيل نشاط الهيئة عبر الانترنت لترسيخ الانتماء الوطني ومكافحة التطرف والتحذير من الفكر الضال والمواقع التي تدعو للأفكار الضالة من خلال إنتاج مواد فلمية ومسابقات في حسابات الرئاسة الرسمية في مواقع التواصل مستهدفة جميع شرائح المجتمع

كما تم تنفيذ (20) زيارة لمركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة وسجون المباحث العامة استفاد منها  (66) من منسوبي الجهاز على مستوى رؤساء الهيئات والمراكز .

أما القسم الثامن فأبزر المعارض والأجنحة المزودة بالشاشات والتقنية العالية في العرض والتي احتوت أركانها كلمات ملوك السعودية في الأمن الفكري وإصدارات الرئاسة العامة في ذلك مع رسائل موجهة للجنود البواسل وركن عن أهمية الأمن.

أما القسم التاسع فتحدث عن ترجمة وجوب البيعة الشرعية لإمام المسلمين ونواقضها المعالي أ.د. الدكتور عبدالرحمن السند لعدة لغات حية وهي ( الانجليزية والبشتو والأردو ) . كما نفذت مسابقة من ذات الكتاب لمنسوبي الرئاسة بعنوان مسابقة البيعة الشرعية كما في القسم العاشر.

وتحدث القسم الحادي عشر عن المنصات التوعوية والشاشات الالكترونية والحافلة التوعوية لنشر المحتوى التوعوي والوقائي وتوزيع اصدارات الرئاسة إضافة إلى المصليات المتنقلة .

ويحفل القسم الثاني عشر بملتقيات الأمن الفكري التي دشنها وشرفها أصحاب السمو أمراء المناطق بحضور معالي الرئيس العام والهادفة لتعزيز منهج السلف الصالح وتأصيل مبدأ السمع والطاعة والولاء والانتماء لدى شرائح المجتمع وتقوية صلة الشباب بكبار العلماء وتعزيز مرجعيتهم الدينية وحماية منسوبي الجهاز من التأثر بالأفكار المتطرفة والتنظيمات الارهابية والحزبية مع إبراز جهود الدولة في خدمة قضايا الدين الاسلامي وتعزيز مسؤولية الفرد في المحافظة على أمن الوطن ومقدراته ومكتسباته.

وأبرز القسم الثالث عشر البرامج المصاحبة لملتقيات الأمن الفكري.

أما القسم الأخير فيؤكد دور وسائل الاعلام والتواصل معها لإبراز جهود الرئاسة العامة في الأمن الفكري من خلال عمل إعلامي مؤسسي منظم يواكب العصر .

وعوداً على بدء وفي ختام هذا العرض السريع لهذا التقرير الرائع فإن الرئاسة العامة من خلال وحدة الأمن الفكري بذلت جهداً مشكوراً وعملاً مبروراً يستحق الاطلاع والاستفادة من خلال اطلاع القراء في المجتمع السعودي وبيوت الخبرة على إسهامات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الأمن الفكري.