السبر: جعل الحج لرفع الشعارات واللافتات الحزبية والمذهبية أمر محرم شرعا »

السبر: جعل الحج لرفع الشعارات واللافتات الحزبية والمذهبية أمر محرم شرعا
ومن جهته لفت مدير مكتب الدعوة والإرشاد بالبديعة في الرياض وإمام وخطيب جامع موضي السديري بالعريجاء الشيخ محمد السبر إلى أن الإسلام قد حرص على أن تكون شعيرة الحج خالصة لله تعالى لا تشوبها شائبة؛ فقد أمر الله تعالى بإتمام العمرة والحج له وحده؛ فقال سبحانه: ﴿وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ﴾ فجعل الحج له وحده. وحرص على تطهير هذه العبادة من مظاهر الجاهلية ولوثاتها فقال صلى الله عليه وسلم: ( ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع) ومن أمور الجاهلية التي كانت في الحج الفخر بالأنساب وإثارة العصبيات والعرقيات لبعض القبائل، فأبطل النبي عليه الصلاة والسلام كل أمر الجاهلية وجعل الحج خالصا لله جل وعلا، وأمر مناديه إلا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان.
وأضاف السبر: إن استغلال موسم الحج وجعل مناسكه وشعائره مناسبة للشعارات السياسية والتيارات الحزبية والمظاهرات والمسيرات والأدعية المبتدعة كل هذا يناقض إخلاص العبادة لله تعالى. فانتهاز فريضة الحج لرفع الشعارات السياسية واللافتات الحزبية والمذهبية أيًا كانت، وعمل المظاهرات والمسيرات في مناسك الحج وشعائره هو أمر محرم شرعًا، وبدعة من بدع الضلالة؛ لأنه مدعاة للفرقة والتنازع والجدال، وكل ذلك منافٍ لمقصود الوحدة وإخلاص العبادة لله، وفيه استحداث أحوال فى العبادة لم يأذن بها الله تعالى. وفيه استخفاف بالشعائر الدينية واستغلالها لقضاء المصالح الدنيوية، والتلبيس على الناس، وإلهاء الحجيج عن ذكر الله تعالى، كما أنها تثير الضغائن والأحقاد والنزاعات التى تشغل الحاج عن روح العبادة، وتحدث فتنة فى الحرم بما تجر إليه أمثال هذه الشعارات والتظاهرات من فوضى وازدحام واغلاق للطرق ومخالفة للنظام، كما أنها مدعاة للجدال المحرم شرعًا فى الحج؛ فتصير المناسك محلًّا للجدال والخلاف والتنازع والترامى بالتهم والخصومات والأحقاد التى لا يرضاها الله تعالى، والله جل وعلا يقول: ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِى الْحَجّ﴾.
وزاد السبر أن عدم سماح الحكومة السعودية – وفقها الله – لهذه المظاهرات والمسيرات هو قرار صائب وحكيم فهو غلق لأبواب الشر والفتنة وسد لذريعة احتشاد أهل الفرق والأهواء وأصحاب البِدَع فى مناسك الحج بدعوى البراءة من المشركين ونصرة الحق ومحاربة الباطل فالحج للتوحيد والوحدة والطاعة والعبادة وليس للتظاهرات والتجمعات ورفع الشعارات ونحوها. وأمن الحج هو أمان للحجيج وأمان للعبادة فلا يجوز بحال أن يعرض الركن الخامس للخطر من أجل فكر ما أو توجه ما فالحج لجميع المسلمين يؤدون فيه فريضتهم ويعودون لبلادهم سالمين.
وأردف السبر أن المملكة العربية السعودية منذ قيامها حرصت على ترسيخ هذا المفهوم وهو أن موسم الحج هو موسم عبادة وليس سياسة، فالناس في الحج جميعهم إخوة متحابون يتعاونون على البر والتقوى.
والكل يدرك ويرى ويشاهد حرص واهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين أيده الله ونصره على تقديم كل السبل الميسرة لتنظيم الحج وتيسيره، ومنع كل من يسعى لتغيير مقاصد الحج الأساسية.

المصدر صحيفة المدينة الجمعة 14-شعبان-1437هـ

http://www.al-madina.com/node/678554