تعليق رفع #الوباء بالثريا لا يصح شرعا ولا نظراً
مقال : تعليق رفع الوباء بالثريا لا يصح شرعا ولا نظرا للشيخ محمد السبر
يتداول البعض رسائل في وسائل التواصل الاجتماعي (الوتساب) وغيره حديث: (إذا طلع النجم رُفِعَت العاهةُ عن أهلِ كل بلدٍ) وعن تأثير نجم الثريا بزوال الجائحة؛ والنجم هو نجم الثريا الذي يطلع في اليوم الثاني عشر من مايو، وينصرف كثيرٌ من الناس إلى هذا الكلام وينشرونه ويتباشرون بأن هذا الوباء الذي عمَّ الناسَ يزول حينئذ.
إن هذا الكلام بأن طلوع نجم الثريا دال على ارتفاع الأوبئة عموما غير صحيح، فلا دليل عليه صحيح يشهد له، لا من أثر ولا نظر.
فحديث: ” إذا طلع النجم ذا صباح رُفعت العاهة ” و: ” إذا طلع النجم رُفعت العاهة عن أهل كل بلد “، فهذا الخبر منكر لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ كما ذكره المحققون من أهل العلم بالحديث.
والحديث في صحيح مسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تبتاعوا الثمار حتى يبدو صلاحها”، وأخرج البخاري عن ابن عمر قال: « نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الثمار حتى تذهب العاهة ». قلت: ومتى ذاك؟ قال: حتى تطلع الثريا.
فالعبرة في ذلك هو صلاح الثمر وزهوه وليس مجرد طلوع الثُريا، فلو طلع النجم والثمر لم ينضج ويبدو صلاحه لم يجز البيع.
فتعليق ذهاب عاهة الثمر بنجم الثريا؛ لأن طلوعه صيفا أصبح علامة على شدة الحر وبالتالي صلاح الثمر، فإذا احمر الثمر واصفر؛ فقد أَمِنَ العاهةَ عادةً.
ومثل هذه الأوبئة والمصائب الكونية وتعليق حدوثها أو زوالها بالكواكب والنجوم هو من الشرك بالله تعالى، وفي الصحيحين عندما خسفت الشمس قال صلى الله عليه وسلم: هذه الآيات التي يُرسلُ اللهُ، لا تكون لموت أحدٍ ولا لحياته، ولكن يُخوِّفُ الله بها عبادَه، فإذا رأيتم شيئًا مِن ذلك فافزَعوا إلى ذكره ودُعائه واستغفاره.
وقال سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله: والنّجوم ليس لها تأثيرٌ، وليس لها عملٌ، إنما هي زينة للسماء، ورجوم للشياطين، وعلامات يُهتدى بها، فليس لها تصرُّفٌ في شيءٍ”.
فهذه الأحداث الكونية من الأوبئة وغيرها، يُرسلها الله ابتلاء حتى يحدث الناس توبة ورجوعا إليه بالتضرع إليه والدعاء حتى يكشفه عنهم.
كما ينبغي مع التوكل على الله والتعلق به سبحانه وسؤاله الفرج فعل الأسباب المشروعة من التدابير والاحترازات واتباع تعليمات السلطات الصحية والأمنية ففيها الخير والسلامة لأن فعل الأسباب من تمام التوكل.
وأوصي الجميع بالحرص والتثبت في النشر خاصة ما يُؤثر في عقيدة الناس فالفرج ورفع الداء بيد الله لا بطلوع نجم الثريا!.
وأيضا عدم تداول مثل هذه الأمور التي تتعلق بالشأن العام دون الرجوع لأهل العلم المعتبرين.
نسأل الله تعالى بمنّه ورحمته وحلمه أن يكشف عنا هذا البلاء ويصرفه عنا وعن بلادنا وبلاد المسلمين.
كما نسأله تعالى أن يوفق ولاة الأمر لكل خير ويؤيدهم ويشكر سعيهم وصنيعهم في حماية البلاد والعباد.