قليل أدب يربي أسدا
قليل أدب يربي أسدا
رياض مسلم
2021-06-25
شاب لم يتجاوز الـ 18 من عمره يجوب الشوارع بسيارة مكشوفة مصطحبًا أسدًا، لا يحترم أنظمة المرور ولا مشاعر المارة، قمة المتعة إخافة أهل الطريق وكأن من بجانبه في المقعد الأمامي طائر البطْريق، وتفوح منه رائحة عدم الاحترام وأنخفاض معيار الأدب.
اصطحاب حيوان مفترس معه والتباهي به في الميادين ومحاولة دب الرعب في نفوس من يشاهده ليس السلوك الخاطئ الوحيد في جدوله اليومي الممتلئ بالمخالفات في كل خانة.
اقتناء الحيوانات المفترسة في المنازل خطر كبير على ساكنيها والمجاورين لهم، وكم وقفنا على حالات مأساوية كانت نتيجة تلك المخالفة الصريحة للأنظمة التي تمنع تلك التصرفات.
شاب في ربيع عمره يفقد حياته بسبب صديقه الأسد وآخر يستعرض عضلاته مع النمر قبل أن يلتهمها.. والقصص المحزنة تكثر.. ومخالفات هؤلاء تزداد.
مشهور في السوشل ميديا يربي أسودًا ونمورًا وذئابًا ويتباهى بالرقص معها بعد أن تخطى مرحلة اللعب، ويجبر الدب على ركوب الدراجة والسيارة في طقس بريدة الحار! غير مبالٍ بطبيعة هذا الحيوان المناخية.
يصوّر ويوثّق كل حركاته وتعاطيه مع تلك الحيوانات المفترسة في استراحة خاصة، رغم أن ذلك يعد مخالفًا للأنظمة، ومهما عمل فلن تكون هناك حراسة وأمان كما هي المواقع المخصصة والمصرحة من الدولة، المتمثلة في حدائق الحيوانات الرسمية التي تفتح للزوار من أجل الاستمتاع بمشاهدتها من خلف الحواجز، وليس من شاشة الأجهزة الذكية أو الالتقاء بها في الأماكن العامة بيد “متهوّر”.
على الصعيد الديني، اقتناء وأكل الحيوانات المفترسة يدخل في حكم المنهي عنه، ويقول الشيخ العزيز محمد السبر في تصريح سابق إنه لا يجوز اقتناء وترويض الحيوانات التي لا يؤكل لحمها، كالأسد والنمر والذئب وأمثالها من الحيوانات المفترسة، لأنها لا منفعة فيها، ولأن اقتناءها قد يؤدي إلى ضرر عظيم، فلا يؤمن انفلاتها وإضرارها بالناس.
وسعدنا كثيرًا بالنظام الذي صدر أخيرًا من المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، وينص على أن “تربية واقتناء المفترسات بشكل عام أمر مخالف لنظام البيئة واللائحة التنفيذية، كما ينص النظام على فرض غرامة على المخالف للنظام تصل إلى 30 مليون ريال، إضافة إلى 10 أعوام سجن”.
أتمنى مستقبلًا أن يتم إيقاف أي مخالف لهذه الأنظمة وتتبعهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، منهم الشاب المتباهي بالحيوانات المفترسة في منطقة القصيم وغيره، وذلك حفاظًا عليهم وعلى المجتمع من الأضرار والمخاطر التي قد تحدث بسبب تربية حيوانات لا يجوز دينًا ونظامًا اقتنائها.