موعظة في بداية العام

خطبة : موعظة في بداية عام ١٤٤١هـ

كل يوم ينتهي يقلل من أعمارنا، ويقرب ساعة الانتقال للدار الآخرة، والعاقل اللبيب من أدرك ذلك، وجعل من أيامه ولياليه خزائن يودع فيها من الأعمال الصالحة ما يكون له زاداً في رحلته إلى الدار الآخرة. 

أرأيت كيف مرَّ سريعاً أولُ يوم من أيام هذا العام !!

‏هكذا ستمرت بقية أيام العام سراعاً عجلى

‏حتى ينتهي آخر يوم قدِّر للعبد أن يعيشه في دار الدنيا

‏والسعيد والله من اغتنم أيام عمره فيما يرضي ﷲ. 

‏﴿ وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور﴾ 

لن يموت أحد قبل يومه

‏ولن يأخذ أحد من الرزق ما لم يُقدر له

‏وما أخطأ العبدَ فلم يكن ليصيبه

‏وما أصابه لم يكن ليخطئه

‏ولكن (أعملوا فكل ميسر لما خلق له)

مَنْ أصلحَ ما بينه وبين ﷲ على الحقيقة أصلح ﷲ أحواله، فإن الأمر كله لله.

‏﴿ إن ﷲ لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم﴾

قال ابن الجوزي رحمه الله :

‏”واعلم أنَّ زمان الابتلاء ضيفٌ قِراهُ الصَّبر ، گما قال أحمد بن حنبل : إنَّما هو طعامٌ دون طعامٍ ، ولباسٌ دون لباسٍ ، وإنَّها أيَّامٌ قلائل “.  ‏صيد الخاطر ٤٢٠

‏لا يَمُرنَّ عليك يوم وليلة إلا وقد ازددت براً بوالديك أحياءً كانوا أو أمواتاً.

‏والموفق من جعل ذلك من أولويات حياته والمقدم من إنجازاته.

‏يا رب نسألك: ‏إخلاصاً في نياتنا ‏وصلاحاً في أعمالنا ‏وحُسنا في أخلاقنا ‏وطمأنينة في قلوبنا ‏وانشراحاً في صدورنا ‏ومغفرة منك ورحمة لنا ولوالدينا ‏وعافية في أبداننا ‏وبركة في أعمارنا ‏وسعة في أرزاقنا ‏وصلاحاً في ذرياتنا ‏وثباتاً في أمرنا ‏وفوزاً بالجنة ونجاة من النار ‏يا ذا الجلال والإكرام ‏آمين