آخر محطات العام

 

تستقبل الامة الإسلامية جمعاء موسما عظيما بفضائله جليلا بفوائده كريما بهباته ..
إنه موسم شهر ذي الحجة حيث أداء الركن الخامس من أركان الإسلام والعشر وما فيها من الأيام الفاضلة كيوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق وشعيرة الأضحية واعلان التوحيد والتكبير والتهليل والتحميد في الموسم وأثناء أداء المناسك وبعدها ..
ولذا شهد النبي صلى الله عليه وسلم بأنها أفضل أيام الدنيا على الإطلاق وذلك لاجتماع أمهات العبادات فيها كالتوحيد والصلاة والصيام والحج والذبح ، ولايتأتى ذلك في غيرها..

هذا الموسم المبارك يأتي كمحطة أخيرة في هذا العام الذي أزف رحيله ..
إنها محطة إيمانية للتزود بوقود العبادة والروحانية محطة تربي النفس وتهذبها من خلال ما يشرع فيها من أعمال الحج والأنساك بالنسبة للحجاج والمعتمرين ،، ومن خلال أعمال العشر والأضحية والذكر والعمل الصالح بالنسبة لغير الحاج من أهل الأمصار ..
إنها محظة تعطينا دلائل وايحاءات لاتخفى على ذي لب وبصيرة من الوحدة والاجتماع ونبذ كل ما يفرق بين المسلم وإخوانه فالوحدة الشعورية بين المسلمين تتجلى في لبس الاحرام الواحد والتلبية الواحدة وأعمال النسك والمشاعر الواحدة إنها مساواة لا فروق فيها الا بالتقوى والعمل الصالح ..
وتعطي العالم رسالة عن المسلمين وسمو اخلاقهم وما في دينهم من العظمة والعدل والسماحة ..
لك الدين يا رب الحجيج جمعتهم  لبيت طهور الساح والعرصـات
أرى الناس أصنافا ومن كل بقعة  إليك انتهوا من غربة وشـتـات
تساووا فلا الأنساب فيها تفاوت  لديك ولا الأقدار مخـتـلفـات
اللهم تقبل من الحجاج حجهم وبلغهم أملهم اللهم ألهم أمة الإسلام الرشد والصواب ، اللهم أجب دعاء عبيدك الذين أتوا إلى بلدك المحرم طالبين مغفرتك وعفوك ، اللهم لا تحرمنا فضلك إنك على كل شي قدير.