مناظرة أهل البدع مفسدة أم منفعة؟


تاريخ الخبر :22/03/2013
مشاري الكرشمي – الرياض

ظهرت مؤخراً دعوات لمناظرة بعض من يحملون أفكارا بدعية في ظل وجودهم وظهورهم في وسائل إعلام مختلفة؛ فهل هناك أولوية لمناظرتهم ودحض الشبهات التي يثيرونها؟ أم إن من الأفضل تجاهلهم حتى تموت شبهاتهم؟ ومن يتصدى لمثل تلك المناظرات في حال قيامها؟ وما الشروط الموضوعية الواجب توافرها في مثل تلك المناظرات؟ (الرسالة) فتحت هذا الملف واستطلعت آراء عدد من المشايخ والعلماء في ثنايا الاستطلاع التالي:
بداية قال الشيخ الدكتور سعد الشثري إن الواجب علينا أن نهمل المبتدعة وأن لا نضع قيمة ومنزلة لهم بعرضهم في وسائل الإعلام أو غيرها؛ فالمبتدعة دعاة ضلالة، والواجب إظهار الحق وبيانه ونشره في الناس، ولذا وجدنا أن السلف لم يكونوا يناظرون أهل البدع، كما أنهم يبينون الحق ويوضحونه، فالواجب إخماد الفتنة، وعدم ذكر أسمائهم، وهذا الذي تدل عليه النصوص الشرعية، وإذا كان يمكن أن يخمد المبتدع دون أن يذكر اسمه وبدون أن يرد عليه بإظهار السنة وبيان دليل الحق وهذا هو الواجب، مضيفاً أننا لسنا بحاجة إلى أن نأتي باسم المبتدع حتى نشهره بل نجعله بلا اسم، ثم نأتي بالأدلة التي تدل على فضل الصحابة وخاصة معاوية رضي الله عنه الذي ناله من التطاول الشيء الكثير؛ فهو أحد كتاب الوحي وهو خال المؤمنين فهو أخو أم المؤمنين أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان وغيرها من الأدلة وكذلك يكون هذا المنهج في الدفاع عن جميع الصحابة.
وسيلة مؤثرة
أما إمام جامع موضي بنت أحمد السديري الشيخ محمد السبر فقد أشار إلى أن وسائل الإعلام بأنواعها أضحت مجالاً رحباً للحوارات والمناظرات كونها وسيلةً مؤثرةً في الجمهور والمتلقين، ومن هنا يتسابق أصحاب الأفكار والمبادئ إلى استغلالها لإبراز معتقداتهم أو الدفاع عنها، كما يرى السبر أن القنوات رأت في ذلك مكسباً مادياً ومعنوياً لها من خلال الإثارة والسبق الإعلامي، وشدد السبر على أهمية حرص أهل الاختصاص في المجالات العلمية والأكاديمية والشرعية وغيرها على الاستفادة منها من خلال المشاركة والمتابعة،. وألمح السبر إلى أن واقع المناظرات القائمة حالياً لا يرقى لأن تكون في المستوى المطلوب لأنها تكون من طرف واحد أو يكون الطرف الممثل لأحد الاتجاهين ضعيفاً أو مجرداً من وسائل ظهور حجته، أو يبدو الحيف من قبل مستضيفي المناظرة كإدارة القناة ومعديها ومقدميها من خلال عدم احترام الخصم والطرف الآخر أو التأثير عليه بأي وسيلة ضغط ، ما يجعل المناظرة تفتقد المصداقية عند الجمهور وقبل ذلك عند ذوي الاختصاص .
العدل والشفافية
وأردف السبر أن المناظرات لابد أن تكون بطريقة علمية واحترافية تتساوى فيها الفرص ويكون العدل والشفافية رائدها، وتكون بآليات آمنة تحت إشراف مؤسسات علمية وأكاديمية، ويراعى في الجهة المستضيفة الحياد في كل تصرفاتها، ثم هل هذا المناظر يحظى بقبول وتأييد عند طائفته ليكون ممثلاً لهم أو أنها اجتهادات شخصية أو عاطفية يدفعها رأي الشارع. وأكد السبر على أن المناظرات والحوارات خاصة ما يتعلق بالعقائد والديانات والفرق تحتاج إلى كفاءات علمية وإعلامية ومدربة، وذات قدرة على الحوار والتزام اتجاهاته ومساراته، وعدم الخروج عن إطاره المرسوم له، وهي بذلك تكون – إن شاء الله – قادرة على النهوض بالحوارات والمناظرات وجعلها في مستوى التطلعات بلغة سليمة ومضمون راقٍ حتى لا تثير فتنة أو فوضى أو تهيج العامة أو ترتد عكسيا فتضعف الحق وتقوي الباطل.
وزاد السبر قائلاً: في نظري أن المناظرة هي جزء من المناصرة، ووسيلة من وسائل النصرة؛ لأن المناظرة والحوار والجدال أحد أهم وسائل نصرة الحق وإظهاره، كما قال تعالى: «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن …»، وقال تعالى: «ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم…».
آل الشيخ: المناظرة ضد المنحرفة واجبة إذا تولاها عالم جليل أو طالب علم واسع الأفق
قال مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ إن المناظرة ضد المبتدعة أو أصحاب المذاهب المنحرفة التي تتعرض للصحابة رضوان الله عليهم تكون واجبة إذا تولاها عالم جليل، أو طالب علم واسع الأفق، مؤهلاً تأهيلاً علمياً قادراً على رد الحجة بالحجة، ويجادلهم بالحق، أما إذا كان غير ذلك فإن مناظرتهم تدخل المناظر في قضية لا تحمد عقباها، وأوضح أنه من الأفضل في هذه الحالة عدم مناظرتهم، لأن الهدف من المناظرة مناصرة دين الله ومناصرة سنة نبيه الكريم عليه الصلاة والسلام، وكذلك مناصرة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم رضوان الله عليهم ممن يحاول النيل من ديننا أو نبينا أو صحابته الكرام.

 

المصدر:

http://www.al-madina.com/printhtml/441488